Skip to main content

نزوح

مضى 365 يوما لمغادرتنا منزلنا، عفوا مغادرتي المنزل، في تلك الليلة أشتد القصف العشوائي، أصوات قذائف الهاون، المدفعية الثقيلة تقترب رويدا رويدا

عند العشاء كانت صالحة تقرع الباب بقوة، تتوسل إلي للخروج مع عائلتها، فلم يبق أحد في هذا الحي سواهم وأنا. استثقلت المغادرة دون علمه، كانت أول نصيحة همست بها جدتي عتيقة، أن لا أخرج من المنزل دون علم زوجي، دلفت إلى الداخل دون أي استجابة مني، استمرت في محاولتها معي على الخروج، فالمدينة قد يدخلها الكتائب المعادية بأي لحظة، ولا أمل للانتظار، تلح عليا، عبثا تحاول، أتجاهلها بوقوفي للصلاة والتكبير

تغادرني صالحة كما غادرني سالم قبل أسبوع، استسلمت للنوم، كطفل في المهد لأستيقظ فجأة على سالم يشدني من يدي ويستعجلني للمغادرة، تناولت حجابي وأسرعت ممسكة بيديه.

أصوات القذائف تقترب، أعدوا مسرعة، الشمس بدأت تلوح في الأفق، تجسدت حياتي أمامي وأنا أعدوا لأجد نفسي وحيدة تتوسطني الصحراء من كل جانب. لا أعرف أين أنا؟ وكيف وصلت إلى هنا؟

فاليوم. مضى 365 يوما بعد مغادرتي المدينة، وحيدة، اتكئ على عجزي وضعفي وأنتظر عودة سالم.