Skip to main content

بسم الله على شرق ليبيا حتى يعود ويزهر. بسم الله على ليبيا حتى يطمئن فؤادها.

نشر بتاريخ: | ,

بسم الله على شرق ليبيا حتى يعود ويزهر. بسم الله على ليبيا حتى يطمئن فؤادها.

5
(6)

بعد أسبوع من فاجعة سيول درنة. دعيت أمس لحضور أصبوحة لرثاء درنة وأحبتنا التي فقدناهم بالجبل الأخضر عقب أحداث اعصار دانيال. كنت مترددة طيلة الأسبوع الماضي للكتابة عن هذا الوجع الغائر الذي تركه الإعصار فينا. هذا الوجع يمسنا جميعا، يمس أرواحنا، أحبابنا، ذكرياتنا.

أستطيع القول إني بالستة سنوات الأخيرة كونت علاقة قوية وارتباط وثيق بالجبل الأخضر بسبب تكرار زيارتي له سنويا في اجازات العائلة لقضاء بعض الوقت.كانت زيارتي للجبل الأخضر بالمرة الأولى بعام 2018تلك كانت المرة الأولى التي قضينا فيها اجازة العيد خارج سبها على غير العادة، كانت في ربوع الجبل برأس الهلال منتجع الينابيع. وكانت رحلة جابت قرى ومدن الجبل وذكريات لا تنسى.

كنت غالبا ما نتسابق أنا وابنة أخي غيداء في طريقنا من بنغازي للبيضاء حيث مقر إقامتنا غالبا. في تعداد القرى التي نمر عليها والتراهن على ماهو اسم القرية القادمة. هذا الوجع يجتاحنا اليوم ونحن لا نأتي الجبل الا مرة سنويا للإستجمام والراحة. فكيف هم بقاطني هذا المكان.

صور من رحلتي الأخير بشهر فبراير 2023 لدرنة

ببداية العام بعد أن أكملت دراسة الماستر كنت قد قررت الذهاب في اجازة طويلة لمدة شهرين فحزمت أمتعتي وتوجهت للجبل الأخضر حيث قضيت شهرين هناك، متنقلة بين البيضاء، سوسة، درنة ورأس الهلال، كانت رحلة للأستجمام والتخلص من توتر الحياة وقسوتها.. وغالبا مانردد في بيتنا عندما يخنقنا الواقع المعاش (تبيلنا رحلة للجبل نغيروا النفسية). لكن جبلنا الأخضر أصبح موجوعا. وهذا الوجع ثقيل جدا على قلوبنا.

حقيقة أنا كائن احتملت كل أنواع الكوارث في العقد الماضي. لم أستطع تحمل هذا الوجع، يعتريني الوجع وأنا أرى الصور والفيديوهات من درنة. كنت هناك نعم بفبراير الماضي. ذهبت لزيارة الشلال بعد الصيانة واعجبتنا الإضافات الجديدة والحوض والرصف الجيد وتجدد تدفق الشلال بقوة أكثر من السنوات الماضية. لم أكن أعلم بأنها ستكون الرحلة الأخير لوادي الشواعر والشلال التي لم يعد له وجود حاليا. خبزة التنور وطاسة الشاهي عند بحيرة البط. ذاك الطفل الصغير بائع الليمون على جانب الوادي وهو يرحب بنا بعد أن عرف أننا قادمون من سبها (تعالوا في الصيف عشان اتذوقوا رمان الوادي).

التقطت صورة للولد في طريق وادي الشواعر بعد الشلال وهو يبيع لنا الليمون ويشير بيديها (قدموا صوب الوادي في أماكن حلوة تزردوا فيها وتصوروا عند السد) نعم تقدمت مع أخي بالسيارة نحو وادي الشواعر ، المكان كان باهر الطريق بين الجبال جدا مخيفة لا وجود لحماية للسيارات، التقطنا بعض الصور للمكان هناك وكانت المرة الأولى لنا نتقدم نحو السد الذي أذقنا هذا الوجع الذي يعترينا اليوم. كيف هو حال الولد. كيف هيا تلك المرأة التي تبيع خبز التنور عند البحيرة تلك الحب والبساطة والألفة وهيا ترحب بنا، ملتحفة بردائها الأحمر ووشمها على ذقنها يحكي لنا هويتها وبدوويتها التي كادت أن تضيع مع عمران البلاد المتناثر على سفوح الجبال هناك. كيف هو بائع الشاهي الأحمر وعربته المليئة بأنواع الأعشاب المختلفة لنكهات الشاهي وهو يخبر أخي (تعال في الربيع أزرد هنا الجو يبدأ أحلى). كانت وقتها الأجواء شتوية وماطرة، وكانت تلك رحلتنا الأخيرة للشلال ووادي الشواعر الذي اختفى. هند صديقتي من درنة أخبرتني لا الجبل هو الجبل ولا الحجار نفسها ولا المدينة كما عهدتها يا بشرى. أخبرتني أن لا ملامح لدرنة هذه الأيام.

درنة ذاقت طعم الموت بكل أشكاله، قصفا، حرقا، ذبحا، خنقا، جوعا، بردا، مرضا وختمتها الأرض والبحر وابتلعت أبناؤها. لم يعد للغة قيمة لنعبر ولا للوصف معنى، لهذا سأكتفي بالبكاء على شكل دعاء.

بسم الله على شرق ليبيا حتى يعود ويزهر. بسم الله على ليبيا حتى يطمئن فؤادها.

السلام لقلوبنا الضعيفة. السلام والرحمة لأرواح من فقدنا

لمن يريد أن يتبرع لدرنة التواصل مع الهلال الأحمر الليبي فرع بنغازي عبر صفحتهم هنا بالفيس بوك للتبرع عبر أرقام حساباتهم المنشورة رسميا على صفحتهم

ماتقييمك لهذا المنشور !

المشاركة على مواقع التواصل الإجتماعي

تعليقات (4)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *