Skip to main content

العيش ببساطة ( الميناماليزيم ) 

نشر بتاريخ: | ,

العيش ببساطة ( الميناماليزيم ) 

5
(3)

سأشارككم أهم الدروس التي تعلمتها بالعام السابق ومع بداية هذا العام، أعتقد أنها ستكون نصيحة جيدة لتبدأ بها مرحلة تغيير جديدة بحياتك، سيروق لك هذا الأمر إذا كنت ترغب في تغيير أسلوب حياتك والتخلي عن كثير من الممتلكات التي راكمتها عبر السنوات ولا مبرر لها، تلك المتكدسة بدار الخزين هناك أعلى السطح أو بالسياج الخارجي. تخيل أننا نبني دارا خاصة بالبيت نسميها دار الخزين. هذه التدوينية ستكون جيدة في إعادة ضبط عاداتك الشرائية والتخلص من هوس متابعة التخفيضات وآخر الموضات.

تخيل أنك ذاهب للتسوق في مركز تجاري لشراء أشياء محددة تحتاجها، كقميص مثلًا، فقط لا غير، في ميزانية لا تتعدى ال150 دينارا، لكن تجد نفسك مندفعًا بشكل تلقائي لشراء الجديد والمزيد من كل شيء، لمواكبة أحدث الصيحات، أو شراء المزيد من أدوات التجميل والعناية بالبشرة أو هاتف جديد أو أدوات مطبخ تزحم الأماكن، أي أنك تدخل للمتجر لشراء غرض واحد، فتخرج منه بعربة تسوق مكتظة بالأغراض، بتكلفة 1000 دينار مثلًا وهذا ما يُعرفه الجميع بال “إسراف”.

يقول عالم النفس بجامعة كورنيل في نيويورك: “إننا نشتري الأغراض لنشعر بالسعادة، وتنجح عملية الشراء في إسعادنا ولكن لفترة قصيرة، فسرعان ما نعتاد وجودها وتفقد تأثيرها.

وفي السنوات الأخيرة، انتشر مصطلح” المينيماليزم “Minimalism وهو مصطلح يرادفه بالعربية تعابير من قبيل التخفف أو التبسيط أو التقليل أو الحد الأدنى من الشراء، كنمط أو أسلوب حياة يهدف إلى تبسيط الحياة والتخلص من كل ما هو غير ضروري ومحاربة الاستهلاكية التي تدفع الإنسان لاقتناء ما لا يحتاج إليه والتخلص من الزائد عن الاحتياج.

كما يمكن أن يُطبق المصطلح على أمور غير مادية مثل العلاقات على سبيل المثال، وهو ما سيؤدي بالتالي إلى تقليل الفوضى والتخلص من الزيادات، ليتيح الفرصة للتركيز على ما تمتلكه والاستمتاع به بشكل أفضل.

بطبيعة مجتمعاتنا كليبين ، وكسبهاوية تحديدا الأمر ليس بسهل، تعودنا كل الأشياء يلزم أن تكون بكثرة فمثلا نعزم اثنين نجهز أكلا يكفي عشرة ويزيد، نبيني بيتا رغم ضعف الإمكانيات المالية يلزم أن تكون هناك صالون استقبال للرجال ومثله للنساء وبالمقابل حجر نوم صغيرة مكتظة بالأطفال مع بعض. أيضا تعودنا أن اللبس لا يتكرر بالمناسبات ويلزم أن نشتري ملابس جديدة كل سنة، إضافة إلى تغيير الأثاث، تغيرأطقم سيرفيز الأكل. وغيرها وغيرها من مظاهر ترف وصرف زائد عن الحاجة بنتعاملوا بيه بحياتنا اليومية

العام الماضي قررت أني سأحاول تتبع هذا المبدأ، حقيقة الأمر ليس بسهل للأمانة، ولعند الآن لا أعتبر من رواد هذا المبدأ بشكل رسمي. لكني ابتدأتها بحاجات مهمة. بنصيحة بسيطة ممكن نقلل من الاستهلاكية العالية، هو التمييز بين مبدأ أحتاج أريد. وتذكير أنفسنا بمقولة عمر الخطاب، أكلما اشتهيت شيئا ذهبت للسوق واشتريته!

وفعليا حين نتسوق غالبا ما نركز على مبدأ أريد وننسى مبدأ الاحتياج من عدمه، هذه القاعدة حتساعدك في تقنين مشترياتك رغم كثرة المغريات. فركزت على فرز كل القطع من ملابس ومعدات الغير المستعملة والزائدة عن الحاجة بغرفتي والتخلص منها أما بعرضها على قريباتي، أو التبرع بما هو جيد منها، أعدت ترتيب مكتبتي أيضا تخلصت من أكوام من الورق والمذكرات كنت أحتفظ بها دون جدوى وكتب زائدة عن الحاجة بالتبرع بها، كان التخلص من الكتب أكثرها صعوبة.

وتحولت إلى الكتب الإلكترونية عبر جهاز الكندل والتدوين الإلكتروني بدل استهلاك المذكرات. تخلصت من كل الحقائب غير المستعملة وأبقيت أربعة، حقيبتان ظهر واحدة للسفر بحجم كبير وحقيبة ظهر للعمل، وحقيبتي كتف.

حاولوا أن تلقوا النظرة على أسلوب معيشتنا، بجولة صغيرة في البيت من حولك، بيوتنا جدا مكتظة بالإثاث بالتحف، بصناديق شتى مرمية هنا وهناك، بمخازن خاصة بكل ما لايلزم، من بين الأشياء اللي تخلصت منها العام الماضي، سريري، لأنه كان يستغل مساحة كبيرة من الدار واكتفيت بفراش بسيط، ماما طبعا لعند اليوم معترضة على هذا الأمر.

عندما تبدأ في التخلص من الأشياء التي تملأ الأدراج والخزائن والغرف، ستتوسع الأماكن في الغرف، وستجد مساحة أكبر في منزلك، تتيح لك المجال في الحركة والتنقل، وهذا بالفعل ما لاحظته بمساحة غرفتي الصغيرة.

الأمر ليس بالسهل ولكن بإمكاننا فقط أن نبدأ بالتركيز، ندون مقتنياتنا بوضوح، نتعرف على الأشياء الذي نستعملها بشكل دوري وبوضوح، ونحاول التخلص أو التبرع بما لا نستخدمه، وفي الأساس بالتأكيد عدم شراء ما لست بحاجة له

منذ عام مضى كان هناك وثائقي جديد لأصحاب الفيلم الشهير السابق عن العيش ببساطة حيث أسّس صديق العمر “جوشوا فيلدز ميلبورن” و “رايان نيقوديموس” حركة قائمة على البساط وها هما يكشفان لنا كيف لحياتنا أن تصبح أفضل بوجود الأقل. بإمكانك مشاهدته من هنا

حقيقة لعند اليوم لا أعتبر نفسي من رواد الميناماليزيم بنسبة 100 %، ولكنني أحاول العيش بحرية بشكل أكثر والتركيز على مبدأ احتاج وأريد. من أهم الإضافات بعد اتباع هذا الأسلوب البسيط من التخفف شعرت بأن التركيز لدي ازداد بشكل كبير والأموال أيضا، بتقليل الصرف على ما لا أحتاج.

مارك زوكربيرج

يعتبر من أكثر الشخصيات المتبعة لنظام التقليلية، مارك زوكربيرج، وذلك يتضح من خلال خزانة ملابسه التي تحتوي على القمصان الرمادية فقط التي يظهر بها دائمًا، فهو يقول “السبب وراء ارتدائي القمصان الرمادية إن العديد من الأبحاث تظهر أن اتخاذ القرارات الصغيرة المتعلقة بماذا تلبس هذا الصباح أو ماذا تتناول على الإفطار متعبة ومضيعة للوقت، بينما يمكنني استغلال هذا الوقت بأمور أفضل وأنفع للمجتمع”.

الحياة ببساطة وبقناعة نعمة بحق…

في النهاية، حياتنا تسير بشكل طبيعي دون كل تلك المقتنيات غير الضرورية. علينا فَهْم أن وجودها ليس هو الأولوية في الحياة وإنما استخدامها لتسهيل حياتنا. وتذكر أن الهدف الأساسي ليس التخلص مما لدينا أو رميه ثم شراء المزيد وتكرار عملية التخلص مرة أخرى. وإنما استخدام ما لدينا بالشكل الكامل والصحيح. ثم عليك التخلّص مما لا نستخدِمه، وفي الأساس عدم شراء ما لست بحاجة إليه

ماتقييمك لهذا المنشور !

المشاركة على مواقع التواصل الإجتماعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *