في ذكرى المولد النبوي الشريف

يعود بي المولد النبوي الشريف، بذكريات جميلة ما زالت طرية في الذاكرة بكل تفاصيلها، وأجملها تلك الاستعدادات التي تنظمها لنا الكشاف، فالاستعداد بالتدريبات على المدائح والقصائد يستغرق شهرا أو أكثر قبل المولد.

من أكثر القصائد القريبة لقلبي التي كنا نرددها في احتفالاتنا الكشفية وجلساتنا العائلية، لا زلت أرددها على لساني دائما وتعلقت بها

يا سعدنا يا فوزنا

بالمصطفى طاب الهناء

الله شرف قدره

فيينا وأعلن فخره

يا صاح كرر ذكره

فذكره شفائنا

تبدأ الاستعدادات سابقا في منطقتي بحي الجديد مع بداية شهر ربيع الأول، تعلو أصوات المديح بين أذان المغرب والعشاء عبر ميكروفونات المسجد المجاور، وفي البيت كنا نستعد بتجهيز الصدقات للمجتمعين بالجامع من بوشار، قليه ، شاهي، وكعك.

لا أخفيكم أني كنت ولا زلت أترقب عيد المولد ونفرح بإشعال القنديل والشموع ونحن نردد الصلاة والسلام على خير البرية، الصلاة والسلام على رسول الله.

مبيت المدح أيضا كان ولا زال يميز هذا اليوم بليلة الثاني عشر من ربيع الأول، الرجال بالجامع أو الزوايا مجتمعين يمدحون رسول الله، أصواتهم تتردد عبر المايكروفون تعطي نفسا روحيا جذابا، تستمر جلسات الذكر والمدح هذه إلى ما بعد منتصف الليل وبعضهم يستمر حتى الفجر.

في صباح المولد لا زلنا نحافظ على هذا الموروث حيث تتزين سفرة الإفطار بعصيدة المولد، لا أخفيكم أن النزاع حينها كان جدا بسيط حيث بعضنا كان يفضلها بالرب والآخر بالعسل وأنا من أنصار الرب طبعا.

مظاهر عيد المولد باتت خجولة في السنوات الأخيرة فخرجت الزوايا الذي اعتدنا عليها عشية المولد من المدينة القديمة اختفت. انحصر الأمر في جولات متفرقة للزوايا ومريديها يذكرون الله ورسوله وينقرون دفوفهم تجوب الأزقة والشوارع بحي الجديد دون وجودا لتجمع رسمي.

سيرا على العادة. تستمر احتفال المولد بقافلة المولد للمديح، التي تبدأ بعد يوم المولد النبوي لتجوب جوامع حي الجديد كل جمعة وتستمر لقرابة شهرين.