بإجازة العيد قرأت مقال على موقع Oprah daily يحمل ترجمة مالذي يجعل المنزل بيتا! تقتبس ايلينا نيكولا كاتبة المقال من اوبرا “حيث تصف أوبرا ليكون المنزل بيتا يجب أن يكون منزلك أكثر من مجرد مكان به جدران. يجب أن تشعر بأنه مثل أدفأ وأريح عناق. ينبغي أن يكون المكان الذي يسكن فيه قلبك. يجب أن تشعر، حتى لو كان الفضاء فارغاً، بأنه مليء لأنك هناك” الأمر الذي جعلني أتسائل مالفرق بين المنزل والبيت لغة ومعنى .
بالتحديد هناك فرق حميمي بين كلمتي المنزل والبيت في اللغة من حيث الدلالات العاطفية والمشاعر المرتبطة بهما:
المنزل غالبا ما يشير إلى المكان الذي ينزل فيه الشخص للأقامة، ولكنه لا يحمل بالضرورة الدفء العاطفي أوالروابط الأسرية، قد يكون المنزل مكانا مؤقتا للأقامة أما شعوريا يعتبر المنزل أكثر حياديا من حيث الشعور العاطفي، وقد يشير الى مكان لا تربطك به ألفة.
البيت هنا يحمل معنى أكثر حميمية ودفء ، حيث يشير إلى المكان الذي يشعر فيه الشخص بالإنتماء والراحة، يرتبط البيت شعوريا بالإمان والإستقرار والحنان ، هو ليس مجرد مبني ، هو موطن القلب والألفة .
على هذا الأساس، يمكن القول أن “البيت” يحمل دلالات عاطفية وحنين أكبر من “المنزل”، حيث يعتبر البيت عن المكان الذي يجد فيه الشخص ملاذه العاطفي والعائلي، بينما يكون المنزل مجرد مكان للإقامة قد يكون مؤقتًا أو غير مرتبط بعواطف قوية.
في المقال سألت الكاتبة السؤال لأشخاص من خلفيات متنوعة من مصممي ديكور لمؤلفيين لشخصيات عامة ، وكانت الإجابات متنوعة ، فالبعض يرى أن البيت يعرف بمن يسكنه ، وأخرون يرونه بالديكور أو الشعور بالدفي أو بمدى كفائته في تلبية احتيجات سكانه.
طوال اجازات العيد كنت أراقب الأحداث والروتين ببيتنا وأسأل نفسي هذا السؤل، مالذي يجعل منزلنا بيتا؟
تزداد فوضى بيتنا وتعلو أصوات الأطفال ومشاكساتهم خاصة في العطلات والإجازات كالأعياد، حيث يجتمع الكل بمنزل الجد بيبيتنا الأمر الذي يجعل منزلنا حقا بيتا
الفوضى العشوائية للأحفاد. مشاكساتهم وصياحهم… جولات أغانيهم واهازيجهم… زعلهم المفاجيء… شكواهم المتكررة… جلسات ذكر الأحفاد بصالون البيت مع اخوتي. تسبيح أمي الذي لا يصلني منه سوى حرف السين هذا الحرف الذي يعيد ترميمي. مكتبتي بجوار مكتبة والدي، تنوع كتبي وركن الرسم والتلوين الخاص بأطفال العائلة بمساحتي بالمكتب الخاص بي. اعداد قهوتي الصباحية عند اولى ساعات الفجرورائحتها. الموسيقى المصاحبة لأعمالي ودراستي. تجارب الطبخ المتنوعة والفاشلة التي أجبر أخوتي وأخواتي على أكلها، أصواتنا المرتفعة جدا، مصنوعات الكورشيه التي تصنعها أمي. هدايا رسيل المصنوعة يدويا… فوضى مخزن أمي وهيا تجمع كل شيء علنا نحتاجه مستقبلا. بسبوسة القشطة التي تصنعها رقية، غيداء وهيا تلف بالبخورأمام الزوار، أحواض زرع أمي التي تجاهد من أجل البقاء في درجات الحرارة العالية، مسبحة أمي الضائعة بين أيدي الأحفاد. رائحة الجاوي واللبان بالعزومات ببيتنا، ألعاب غيداء التي لعب بها كل الأحفاد من بعدها وأطفال العائلة الزوار أيضا، أكوابي الملونة الخاصة بي.
اضافة لما سبق الأكثر دفء التي يجعل منزلنا بيتا، عمتي بشرى وهيا تتكرر مليون مرة في الدقيقة حاملة معها اكوام من الأسئلة والشكوى والطلبات التي لا يمل صغارنا منها.
وأنتم مالذي يجعل منزلكم بيتا…
صورة الغلاف من كاركتير للرسام الليبي محمد ازواوي
ماتقييمك لهذا المنشور !
اترك تعليقاً