انتهيت للتو من مشاهدة مسلسل “سابع جار” للمرة الأولى بعد مضي ما يقارب ست سنوات على بثه الأول. مسلسل، أول ما تسمع موسيقته تحس بدفء ورائحة بانيه ومكرونة، وبيض بالبسطرمة، وشاي بلبن. دراما تشبهنا، تشبه أمي، تشبه أخواتي وأصحابي وبنات العائلة بشكل كبير. كنت بلا شك واحدة من سكان هذه العمارة، أكل وأشرب معهم، أضحك وأبكي برفقتهم. أنقذني في الفترة الماضية من وحدتي وكان ملجأي بسبب بساطته وخفته التلقائية جعلتني أشعر بأني واحدة منهم. 67 حلقة وأنا أضحك وأبكي برفقتهم وأشعر بأن يد مدام لمياء أحيانًا تصلني وهي تطبطب على بناتها.
وفعلاً، هي الحياة تشعر بأنها بسيطة أحيانًا وعابرة الأحداث، نمر من خلالها بصمت، ونحن نشاهد أن حياتنا والناس من حولنا عابرون غير مهمين، لكن بمجرد أول فقد أو كسر، كل الأشياء العادية في يومنا والناس الذين كنا نعتبر وجودهم شيئًا طبيعيًا في حياتنا سيتغيرون، وسنتأثر بشكل كبير بكل حدث عشناه مهما كان بسيطًا.
مسلسل ملجأ من كل مشاعر الدنيا البشعة، مساحة الأمان الخاصة بي. أكمل أشغالي ومهامي وأختلس الوقت لمشاهدته. مسلسل يواجه الواقع اليومي الذي نعيشه كطبقة متوسطة، بنكافح لأحلامنا، بتقلبات مشاكلنا، بكل تفاصيله المضمومة داخل قعر زجاجة الخوف والرعب من التقاليد، فكشفها يعني إيجاد حلول، لا يعني أن نغطي أدمغتنا عن الحقائق.
مشاهد علقت في ذاكرتي
- جلست اللواء في التراس، يستعرض شريط ذكرياته، مستعيدًا كل موقف عاشه وأصبح من الماضي. فجأة، أدرك أن السنين قد مرت، وهو لا يزال عالقًا عند نفس اللحظة، وكأن الزمن قد توقف به عند تلك الذكريات التي تأبى أن تُنسى.
- صرخة كريمة التي هز صداها أعماق ذاكرتي، صرخة فقدان الأمان والضياع في الحياة، دون معرفة كيف ستكون وجهتها القادمة أو أين ستقودها. كانت أكثر شخصية أبكتني في المسلسل، لكن نهايتها كانت راضتني جدا.
- مدام ليلى وهيا جالسة على الكرسي بالشارع تاكل ذرة ، لأن فجأة أدركت أنها لا تعرف مكان أخر لتذهب إليه.
- هبة ودعاء في كل مرة يرددوا لمامتهم أدعيلنا ياماما ( وهيا بترد أنا بدعيكم وانا ليا غيركم أدعيله) تماما كماما دعائها التي يعيد ترميمي في كل يوم.
- مي وهيا تبكي بعد ما قررت ان تسقط الجنين وتتخطى أحمد. انهيارها ذكرني ببيت شعر لشاعر سوداني شاركته معي صديقتي نورا من فترة وعلق بذاكرتي “التشبت بشيء قابل للأفلات هو حزن مؤجل”. مي وهيا بتتخطى أحمد قالت له شكرا لأنك ساعدتني أتخلص من كل مشاعري تجاهك.
- دعاء وهيا بتعيط بعد كل فسخ خطوبة. بكتني بجد وفرحت واتطمنت في نهاية المسلسل ورقصت معهم .
- هبة، بترددها الدائم طوال المسلسل، وتجربتها المستمرة لأشياء جديدة – من أعمال ودورات تدريبية إلى مقابلات عمل – كانت تعكس جانباً من شخصيتي في بداية العشرينات
- هالة وهيا تفضفض لدعاء بالسيارة وبتحكي عن علاقتها بعلي ” قًبلني زي ما أنا..حسسني إن انا اتحب” وانا كنت فرحانه أكثر منها.
- نرمين صديقة هبة وهيا تواسيها بعد فسخة الخطوبة وبتقوللها ” انا مش عايزاك تبقي ضعيفة، أنا أصلا ببقى قوية علشان أنت قوية ” أنا تحديدا عندي الصديقة هذه ومش وحدة بس .وذكرتني بموقف سميرة عون معاي في 2020.
- علي وهالة على طاولة المطبخ، يتقاسمان فنجانين من القهوة وسجائر. في الخلفية، كانت أم كلثوم تغني “خليني جنبك خليني” مشعد بيتحس ويجسد عمق المشاعر بأبسط التفاصيل، و نظرات هالة تحمل طمأنينة وراحة
ومن حبي لك يا جاري ، ياجاري من زمان .. بخبي الشوق وداري ليعرفوا الجيران .. سيبقى هذا المسلسل مساحة الأمان والراحة للهروب من فوضى و بشاعة الحياة التي نعيش
ماتقييمك لهذا المنشور !
نيالك على بالك وفلسفتك في الأشياء، تشوفي للأشياء من زوايا مايخطر في البال وجودها اصلا ولما نقرا شن كتبتي عنها أشعر بأنك عميقة التفكير
والله انا الفترة هذه اندور ع مسلسل يطلعني من الجو اللي انا فيه لدرجة تفرجت ع مسلسلات سبق و شفتها ، بس مدونتك شجعتني نتفرج عليه والليلة نبدأ المسلسل 🤍🤍
لو مش حاضرته من قبل نرشحه لك بقوة ونستنى في تعليقك بعد تكملي المسلسل عشان أنا متأكدة حتحسي بوحدة تخليك تردي للتدوينة هذه 🙂