أعتقد أني وصلت للمرحلة التي تساوى بها عمري مع عدد سنوات الخبرة في الحياة… مدهش الأمر كنت ارى هذه المرحلة مغايرة لما هي عليه الأن بأحلام مختلفة وبواقع مختلف. لكن حياتي مرة خلال السنوات الماضية مثل شريط سينمائي ينطلق بسرعة ثم يبطيء للحظات تسمح لي بالتعلم والتأمل ويعود للركض وأركض معه.
تذكرت عامي الثلاثين وكأنه الأمس استقبلته في مطار الدوحة في طريق عودتي من ماليزيا، وأهدتني تامي كوب من الكابتشينوا في الصباح بمطار قرطاج. كتبت حينها قائمة بأمنيات أسعى لتحقيقها قبل عامي 40. لا أخفيكم. وأنا أتصفح القائمة ضحكت على سخافتي، لن أصارحكم ولن أكشف لكم ما كتب بالقائمة، لكن يبدوا ان الحياة بدت تكشف لي وجهها وأدرك أن خيالي الجامح هذا لا يريد أن ينضج ويعتقد اني حقيقة تصالحت مع فكرة ان خيالي لا يمت للواقع بصلة. فخيالي الذي دفعني لكتابة تلك القائمة ماهو الا جنون وحماقة. وقد تصالحت مع هذه الحقيقة
ككل عام أستقبل عام الجديد بهذه الحياة بروتين ثابت، طبق البانكيك المحلى بالعسل مع كوب القهوة في ساعات الفجر الأولى من يوم ميلادي ورسالة هناء المتزامنة مع الساعة 12 ككل عام وهيا تتمنى لي أجمل الأمنيات، وصوت أروى وهي تترنم بأغنية عيدالميلاد.
هذا العام نجحت في معركتي مع نفسي والحياة من حولي، وأعدت علاقتي ببشرى التي ربما الكل يجهلها وسط صخب روتين الحياة العملية المملة الغارقة فيها طوال الأسبوع والمعتاد فالكل يراني من خلال عدسة بشرى المنتجة، الشغوفة النشطة. الأهم اني أستطعت التصالح مع بشرى الضعيفة الحساسة المرهقة وجدت نفسي هذه المرة فعليا دون رتوش، تخلصت من كل قلق غير مبرر، تخلصت من شعوري المستمر أن كل شيء مهمة يتوجب على أنجازها. ولا زلت كعادتي منعزلة وحدي في غرفتي وأتجنب التواجد وسط الجموع بقدر الإمكان، التحدي القادم هو ان اتصالح مع بشرى المنعزلة المتوحدة في ركنتها هنا، وعدم مقاومة هذا الأمر…
أهدافي للعام القادم، أن أطفئ اللمبة قليلا بعقلي وأستغني عن فكرة الفضول والأكتشاف، احتاج لهذه الخطوة للتقليل من التوتر والقلق. فأنا مشغولة بكل شيء ولا شيء، نهاية كل يوم أضع رأسي على الوسادة وكل عضلة في جسمي تشكو للثانية من هذا الجنون والإرهاق الذي أغمس بشرى فيه، بينما صوت رأسي يأتي من بعيد مثل أم حنون تعرف أجابة كل شيء: هذا الوقت سيمضي.
أما مخططاتي قبل عام 40 تغيرت انحصرت في هدف واحد فقط، مزيد من العناية بالذات والتواصل مع بشرى أكثر.
ممتنة لكل الحب التي تحاوطوني به… ممنونة من الأمنيات الجميلة
ماتقييمك لهذا المنشور !
رائعة كالعادة يابشرى ،ولكن تمنيت أن تقولي يجب أن أجد حلا للعزلة وان اكون بين الناس أكثر ولو بشكل نسبي، فالوسط الاجتماعي صحي فهو يصلح ويقوي ويعزز فينا الكثير.