Skip to main content

مشاهد العرس 1

نشر بتاريخ: | ,

مشاهد العرس 1

4.7
(55)

تامي عروس، هذه التدوينة مهداة خصيصا لتامي.

حاوطتنا مشاعر الفرح بشكل جميل، كأنها تغمرنا بسحرها، وعندما سيطرت هذه الأجواء على جوانب من حياتنا المنزلية في نهاية العام الماضي لاستعدادنا لاحتفال صغير داخل أسوار بيتنا، شعرت بتجربة مشاعر مختلفة تمامًا لأول مرة .

انطلقت استعدادات الفرح في وقت مبكر، وانغمست بشكل رسمي في هذه الرحلة من منتصف أكتوبر حتى نهاية ديسمبر، متخذة محطات متعددة في رحلة التجهيزات واللحظات اللوجستية مع تامي. شاركت بجدارة في كل التحضيرات، حيث انخرطت بتفاصيل الاستعداد والتجهيزات، وحتى في مهمة التسوق التي على الرغم من عدم اهتمامي التقليدي بها، إلا أنني وجدت نفسي استمتع بالمشاركة في هذه التفاصيل الصغيرة والساحرة

في مراحل نشأتنا مع بعض أنا وتامي، لم نكن دائمًا أصدقاء مثاليين، ومع ذلك، كنا صديقتين مقربتين جدًا على مدى العمر. لم نختلف يومًا على قضايا الملابس، حيث كان يتسم أسلوبنا ولبسنا بالتشابه الكبير. كنا محل ارتباك الآخرين الذين كانوا يخلطون بيني وبين تامي بسبب هذا التشابه اللافت في اللباس وارتداء ملابس بعضنا معظم الوقت .

مررنا بأصعب اللحظات معًا، وهذا عمق تجربتنا المشتركة، جعلتنا نتشارك في أسرارنا ونعرف بعضنا البعض على أعماقنا. عانينا سويًا من نقاط الضعف وغياب الأمان، وهذا الاندماج في تلك التجارب الصعبة أضفى على علاقتنا قوة خاصة وطابعًا فريدًا.، أعتقد لكن من يعرفنا عن قرب يرى هذا بوضوح.

حاليا، نتمتع بعلاقة قوية ومتينة، حيث تكمن قوة علاقتنا في فهمنا العميق لبعضنا البعض، وفيما تحمله تلك اللحظات الصعبة من تجارب ومغامرات جمعتنا وكونت شخصياتنا بشكل لا يمكن فصله، رغم اننا لسنا متماهيات تماما، فلكل لها شطحاتها الخاصة 😊

تامي، المحامية الدفاعية الوفية، تظل حجر الزاوية في حياتي، خاصةً في وسط تجمّعات العائلة والأصدقاء، حيث يتبادل الجميع التعجب حول كيفية تناولي للحياة، وكيف أتعايش مع تفاصيلها الغير اعتيادية بطريقة المغايرة لجميع.

عندما يبدأ النقاش حول تصرفاتي أو توحدي وانعزالي، يتحدث الجميع بالتساؤلات والتعجبات، ولكن يكون صوت تامي هو الذي يرتفع فوق الضجيج، وكأنها حامل راية الدفاع عني. “بشرى ليست مثلنا، لديها نظامها الخاص،” تقول تامي بصوت قوي، مستندة إلى معرفتها الدقيقة بأسلوبي وتفاصيل حياتي.

تتحدث تامي بثقة، تحاول تلطيف الأوضاع وتسكت أفواه التنمر والتعليقات الساخرة، مؤكدة أن “بشرى ليست مثلنا” وأن لديها ستايلها الخاص. تقف تامي بجدار من الدفاع، لا تسمح للانتقادات بأن تسرق هدوء اللحظة.

وفي يوم من الأيام، كانت تامي هي من أنقذتني من حريق في المطبخ، الذي نجم عن إهمالي. ولكن بفضل اتفاقنا السري على أن تكون “شظية هاون” السبب وراء الحادث، تمكنا من الخروج من الموقف بفكاهة وابتسامة، تاركين وراءنا ذلك الحريق الذي أشعل حياتنا بالضحك والتعاون.

كانت الرحلة معكِ رحلة من التناقضات الجميلة، حيث كنتِ دائمًا الأخت اللطيفة والواثقة والمبدعة والمتمردة، بينما كنتُ أنا الفتاة المستقلة والمنجزة الهادئة. لم تتغير الأمور كثيرًا، ولكننا وجدنا جمالًا في تلك الاختلافات. أصبحنا فخورين بمن نحن، وببساطة أصبحنا فخورين ببعضنا البعض.

في السنوات الأخيرة، كنا كأننا توأمان، يصعب على من حولنا التفرقة بينا بسبب تشابهنا الكبير في التفكير والتصرفات. ما جعل الأمور أجمل هو مشاركتنا نفس بيئة العمل ومواجهتنا لتحديات متشابهة. أصبح لدينا أصدقاء اجتمعوا بفعل الصدفة، وأصبحوا جزءًا من رحلتنا. الفكرة المثيرة دائمًا هي من هي بشرى ومن هيا تماضر، ورغم الحيرة بمن هم حولنا، إلا أننا نستمتع بكل لحظة من هذا التداخل الجميل. يظل الاختلاف الذي يثيره الخلط بينا مصدرًا للمرح في يومياتنا .

الفارق البارز بيني وبين تامي يتجلى في عدم امتلاكي لتلك المهارات الاجتماعية القوية والتواصل التي تتمتع بها هي. دائمًا ما أجد نفسي أرافقها في المناسبات الاجتماعية بشكل اضطراري، حيث يكون على تامي دورًا محوريًا في تسيير الحديث والتواصل. وأكتفي أنا باعتمادي على ابتسامتي كوسيلة بسيطة للتواصل، في حين تتولى تامي مسؤولية الحديث وتوجيه الدردشة. يزيد من تعقيد الأمور حقيقة أنني غالبًا ما أجد نفسي سرحانة، وذلك نتيجةً لاستمراري في العمل والتفكير الدائم. يعتقد الجميع، بما في ذلك تامي، أنهم يعرفون تمامًا تلك اللحظات المفاجئة حين يغوص عقلي في خلاياه الدماغية .

في تلك اللحظات، يتدخل صوت تامي برقة ويقول: “سرحانه هييه، ركزي”. يظهر أني على وشك أن أواجه تحديات حقيقية في الفترة القادمة، بدون تامي ودعمها التي كنت أعتمد عليه في هذه المواقف .

تامي، هل يمكنني أن أعترف حقًا بأن جولات نهاية الأسبوع لتأمين احتياجات المنزل، من خضراوات غذائية إلى مشتريات أخرى وزيارات لمحطة البنزين، أصبحت رتيبة للغاية. كانت تلك الساعات القليلة الأسبوعية هي اللحظات النادرة التي نستفيد فيها من استراحة قصيرة من زخم الحياة اليومية، حينما نقوم برسم مخططاتنا ونحلم ونحن نعلق في زحمة السيارات. أعتقد أن عيون الخضار وكاشير المول، كانت كلها تسأل بصمت: “وين أختك؟”. أو ربما أن من أتخيل أن الكل يسأل عنك 😊..

تهانينا  ومحبتي العميقة لك تامي بسعادة أبدية رفقة من أخترته شريكا للحياة.

أحبك وسأفتقدك، ولكنني أشعر أيضًا بالاطمئنان عندما أعرف أنك في أيدٍ أمينة.

أعرف أنك لا تحبي نشر صورك لكني أحب هذه الصورة كثيرا وأحببت أن أضعها غلاف لهذه التدوينة

ماتقييمك لهذا المنشور !

المشاركة على مواقع التواصل الإجتماعي

تعليقات (10)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *