Skip to main content

أخر تدوينة لهذا العام

نشر بتاريخ: |

أخر تدوينة لهذا العام

4.9
(20)

أكتب هذه التدوينية بعد ساعتين من تغلغل حقنة المسكن بجسدي وخروجي من عيادة الأنف والأذنن والحنجرة. مريضة منذ عشرة أيام، أصحو بعض الساعات وأنشط وما ألبث أن أنتكس مرة أخرى في نوبة مرض جديدة يتداعى لها جسدي رويدا رويدا. أصبح النحول والذبول واضح على جسدي، طوال العشرة أيام الماضية لم أتناول وجبة واحدة، جل أكلي عبارات عن سلاطات وبعض الحساء، أعتقد أني أعيش مثل الفكرونة هذه الأيام، أختفي تحت قوقعتي وأعيش سباتا شتويا يحتمه عليا المرض.

أتذكر في سنة أولى بطب الأسنان، وقف دكتور مواد الأسنان ليخبرنا بمعلومة مهمة وهو يردد ثلاثة آلام تؤدي بصاحبها للانتحار، ألم الأسنان، التهاب الأذن، وحصوة الكلى. الليلتان الماضيتان تحديدا قضيتها مع ألم التهاب الأذن، أقف على الهاوية أحيانا، متكورة على نفسي الوقت الأخر، ممسكة برأسي بعض الوقت، ومقلتاي لم تجفا من الدموع وجسدي استمر طوال الليلتين الماضيتين في التأوه، ليلة الأمس تناولت ثلاثة أنواع من مسكنات الألم، رغم يقيني التام بخطورة خلط المسكنات مع بعض، لكنني كنت أريدا مخرجا واحدا أما الموت أو التشافي من الألم، للأسف لم يحدث أيا منهم وظل الألم يترنح بي وبكامل جسدي طوال الليل.

قضيت حياتي في ساعات متأخرة من الليلة الماضية لوحدي قبل فجر آخر يوم بهذا العام، قضيتها ككل الليالي الممللة غير أن هذه المرة كانت بصحبة ألم فضيع يقتات من روحي، في الزاوية البائسة للغرفة، وجسدي النحيل ينثني تحت وطأة ألم التهاب الأذن الوسطى. خسرت في نص الشهر الأول من ديسمبر 5 كيلوات، وطوال العشرة أيام الماضية خسرت 3 كيلوات أخرى، ليعود وزني إلى الأربعينيات كما كنت قبل بداية الرياضة والتزامي بالحمية الغذائية. لا أعرف كيف سأواجه مدربي هذا الشهر وأنقل إليه الخبر، بنهاية نوفمبر وبخني بأني لا أبدل جهدا جيدا وأنه غير راضي ع النتيجة. أعتقد أن لو بإمكانه السفر من طرابلس لسبها فقط ليهزبني سيفعل هذا الشهر بسبب إهمالي الشديد لصحتي ونظامي الغذائي.

الطاولة بجانبي تحولت إلى مكب للأدوية حيث تتراكم الزجاجات والعبوات والأعشاب بأنواعها كل واحدة تعكس محاولة فاشلة للتغلب على الألم، أعتقد أني أحتاج لروتين ديتوكس قوي للتخلص من كل سموم الكيماويات هذه بجسدي في الفترة القادمة.، الطنين الهادي بأذني حاليا والدوار الخفيف الباقي بعد أخذي للمسكن الذي وصفه لي الطبيب يشكل خلفية موسيقية أحاول من خلاله تشتيت انتبهاني عن الألم الذي استمر في التسلل إلى كل خلية في جسدي.

المكان حولي تغلفه رائحة المرض واليأس، الوحدة تتربع في الزوايا، تشكل وجودا  ملحوظ حولها، الصمت يعلو، يكاد يكون ملموسا، وتقطعها بين كل فترة وأخرى تنبيهات التقويم على الموبايل بمهام كنت قد أجلتها بعد الإجازة وتنبيهات أخرى لمهام وعدت بعض الأصدقاء بتنفيذها لهم بعد الإجازة، الرسائل عبر الواتساب المليئة بالمهام والبعض يسأل عن صحتي وعن كيف هي بشرى بعد الفرح، ولا جهد لي للتواصل معهم والاعتذار بسبب ضعفي الحالي عن تنفيذ المهام. جسدي يتهاوى على الفراش هذه الأيام وقوائم المهام تتكوم يوما تلو الآخر وأحاول الآن أن أضيء وهجا أخيرا لمقاومة هذا التلاشيء التي أتعرض له الآن.

بالمناسبة أعدكم بتدوينه خاصة عن مشاهد فرح تامي بعد أن تتحسن صحتي وأعود إلى روتين حياتي اليومي

أتمنى لكم عام مليء بالبهجة والحب والفرح

ماتقييمك لهذا المنشور !

المشاركة على مواقع التواصل الإجتماعي

تعليقات (4)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *