Skip to main content

10 أكتوبر

نشر بتاريخ: |

10 أكتوبر

4.7
(20)

كانت الأيام الماضية جميلة جدا، بالأمس نمت حقا واستطعت أن أنام 8 ساعات متصلة، استيقظت مثل ياسمينة نبتت بين الصخور، أبدو جيدة اليوم، ولدي ما يكفي من دوافع للحياة وذخيرة تكفي لشتاء كامل.

امتلأ بيتنا الأسبوع الماضي بالمهنيئين بخطبة أختي الصغرى تامي، رائحة الجاوي واللبان لم تفارق منزلنا هذه الأيام، كعادة أمي في محاولة منها لطرد الحسد والعين، نعمنا بأيام مبهجة حقا حاوطنا الفرح فيها من كل جانب…أشعر كثيرا في هذه الأيام في زحمة هذه اللقاءات العائلية أني لا أنتمي لأي مكان… وغالبا ما أحاول الهروب والانسحاب بعيدا. بالنسبة لي المطبخ والترتيب وتجهيز الضيافة للضيوف هي مسؤوليتي وهيا سلاحي الوحيد للهروب من الجلوس مع الضيوف وتجاذب الحديث. الفارق في الأمر أني أفيض بكثافة مع من يشبهني، لكنني أتعمد الهروب والجفاف في كل مكان لا يلائمني. هذا التناقض في بشرى يعذبني ولم أستطع تجاوزه وكسر حواجزه بعد.

هناك شعور مختلف أعيشه هذه الأيام، عدت لمجلد إلكتروني مهمل كنت قد كتبت فيه لآخر مرة بصيف العام الماضي، كتبت أيضا نصوصا لقصص قصيرة مبتورة لا أعرف متى تكتمل. وكعادتي كتبت خلال الأيام الماضية في هذا الشهر رسالتين افتراضيتين وكعادتي أيضا لم أرسلها لأحد لتبقى رفقة أخواتها في المجلد الإلكتروني بالمستندات، اكتبها إلكترونيا لأن إمكانية حذفها بالكامل مريحة.

وأنا أكتب هذه التدوينةخرجت للجلوس في باحة المنزل واستمتعت بنسمة الهواء الباردة بعد الفجر. قرأت قليلا من كتاب استلمته كهدية من صديقي عمر بأستراليا peace and democracy. قررت ترتيب غرفتي اليوم ومكتبي واستمعت خلالها لملحمة جلجامش بصوت تميم البرغوثي، شاركها معي صديقي عيسى لأسمعها، استمرت الملحمة لساعاتان وكأنهما دقيقة، أعتقد بأن أستطيع سماعها كل يوم دون كلل أو ملل. أنا حق محظوظة بكمية الأصدقاء من حولي وهم يشاركونني مسرات الحياة ومباهجها. جدا ممتنة إلى الجمال الذي يحاوط أيامي.

في ظل هوسي بالصحة البدنية والنفسية أرسل لي مديري السابق جارد سلسلة من فيديوهات قصيرة بالعربية للدعم النفسي بإمكانكم مشاهدتها من هنا. بالنسبة لي رغم محاولات الكثيرة للوصول للصفاء الذهني، لا زالت الكتابة والتدوين هيا ملاذي لصفاء عقلي وروحي. الكثير من الإجابات وصلت إليها عبر الأسئلة التي أطرحها أثناء الكتابة. تفكيك الصعوبات بالكتابة عنها يشبه جلسة استشارة مع نفسك فقط.

أروى ابنة خالتي أو كما نسميها دلوعة البيت كله واختنا الصغرى. رافقتنا بالمنزل الأيام الماضية في التحضير لخطبة أختي. الوقت كان مزدحما ولم نجد الوقت لندعو الأصدقاء لجلسة غناء بصوت الجميلة أروى عبر لايف الأنستقرام. المحزن أن أروى غادرتنا من يومين لطرابلس لتبدأ رحلتها الجامعية من هناك، سنشتاق لك كثير أروى، حضن كبير لقلبك وروحك.

ختمت الأمس بمكالمة ممتعة وطويلة مع صديقة اشتقت لرؤيتها والجلوس معها. انتقلت زوبة لطرابلس رفقة زوجها وصغارها منذ عامين. يبدو أن طرابلس مؤخرا باتت تسرق كل أشيائنا الجميلة وتبعدها عنا. تحدثنا عن الفترة الحالية، محاربة الكآبة، اكتشاف هوايات جديدة، كسر روتين الحياة، واتفقنا أننا سنلتقي في رحلتي لطرابلس الأسبوع القادم.

ماتقييمك لهذا المنشور !

المشاركة على مواقع التواصل الإجتماعي

تعليقات (8)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *