Skip to main content

الجمعة 15 أكتوبر

نشر بتاريخ: |

الجمعة 15 أكتوبر

4.5
(11)

أنهيت الأسبوع مع هذا الزائر الثقيل الذي أثقل جفن عيني اليمنى وجعلها متورمة، استصعب النظر من خلالها، وتترك حرقة شديدة بالعين، أبقيتها مغلقة بقطعة من الشاش في خضم امتحاناتي وتراكم الخدمة كانت تزيد العبء عليا وتضاعفه وأنا أحاول أن أجتهد في إكمال المهام العالقة.

صديقتي لا زالت تلح على أنها عين وصابتني خاصة بعد أن بت مؤخرا أعاني من قصر نظر شديد الذي قارب أن يورطني في حادث سيارة قبل أن أستدرك الأمر وأزور الطبيب لتكون النظارة رفيقتي بشكل دائم.

الفارق في الآمر قبل ارتداء النظارة رغم وجود العديد من المؤشرات التي تنم على أني أعاني من ضعف نظر لكنني أبدا لم أضع هذا الاحتمال أمام عيني المنهكات من العمل لساعات طويلة أو الدراسة خلف شاشة كمبيوتر مساحتها لا تتجاوز 13.3انش.

الجميل عند ارتداء النظارة انني اكتشفت الجمال وباتت الألوان أكثر وضوحا، وتفاصيل الأشخاص، يالله، هذا الشعور الجميل حيث بت أعرفهم على بعد أمتار، اُلوح إليهم من بعيد وأنا فرحة ومبتهجة. اتذكر ان اختي الصغرى تماضر كانت دائما تردد بأني لا أركز في شيء، لأنها دائما تشير لي للأشياء، أو الأشخاص عن بعد وأردد “ماريتها وينها”، ولم يخطر ببال أحد منا أني يمكن أن أعاني من ضعف نظر.

هذا الجليجل كما تسميها أمي، ويسمونها آخرين بشحاذ العين، لم تفتأ زيارتي بشكل شهري ولم أعلم أسبابها حتى الآن وتنتقل من عين لأخرى في كل زيارة، إلا أن هذه المرة أطالت الزيارة بعيني اليمنى حتى تورمت بشكل واضح للعيان، تحرجني دائما عيوني وتضعني في مواقف محرجة إضافة إلى أن غالبا ما ينعتونني بأن دمعتي على سبلة. فان الحساسية والتلوث بطقس المدينة يجعل عيني تدمع بغزارة بشكل مفاجئ. وتنهال على الاستفسارات. ان شاء الله خير يا بشرى. مافيك شيء يا بشرى والاجمل هؤلاء الذين يوجهون سؤالا مباشرا. نفسيتك كويسة يا بشرى.

لم يوقف جليجل العين شهيتي للقراءة ولا العمل فقد أكملت هذا الأسبوع كتاب Using Foucault’s Methods من مقرراتي الدراسية بالماستر، الكتاب يوضح عددا من مفاهيم ونقاشات حول الحداثة ومابعد الحداثة و بين علائقية المعرفة بالسلطة رغم أن الإشارات إلى نظريات ميشيل فوكو قليلة هنا. بدأت هذا الأسبوع بحماس وكنت قد حضرت جلسة نقاش حول احترام حرية التعبير واستقلالية وسائل الإعلام، واشتريت كتابا لماذا ننام رغم فشلي في محاولة النوم كل ليلة، وهذا الزائر الثقيل على جفن عيني يزيد من أرقى الليلي.

.صديقتي منذ أخبرتها بأن الجليجل قد زارتني هذا الأسبوع وأثقلت الزيارة لم تفتأ تبعث بالوصفات الشعبية الواحدة تلو الأخرى. وختمتها .بالرقية والأذكار وهي تكرر العين لما تجيء في العين تجيء ماكنة

ما يهمني اليوم أنني أحتاج أن أنهي جدل هذه المعتقدات وقوائم الخلطات والوصفات المجربة والأكيدة التي امتلأ بها ألبوم الصور ورسائل الواتساب، فسأكون على موعد مع طبيب العيون بداية الأسبوع القادم.

painting by Daniel F. Gerhartz, 1965

ماتقييمك لهذا المنشور !

المشاركة على مواقع التواصل الإجتماعي

تعليقات (2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *