Skip to main content

إلى البرية

نشر بتاريخ: |

إلى البرية

5
(8)

إلى البرية كان عنوان لفلم شاهدته بشهر سبتمبر، وتركني في حالة من التأمل لفترة طويلة بعد انتهائه، باختصار جعلني أعيد النظر في مفاهيم متعددة أهمها العائلة، المجتمع، الحب ، السعادة ، المسامحة ، الأمل.

الفلم عن قصة واقعية لكريستوفر ماكندالس، ماكندالس ليس بشخص يختلف عن واقعنا، هو متمرد ، رافضا لعلاقته بوالدية المتعثرة، رافضا للصورة النمطية الذي يحاول المجتمع تأطيرنا من خلالها، أن نكبر، نتخرج، نتزوج، نشتغل، وأعتقد أن هذه كانت مجمل الأسباب الحقيقية الذي جعلت من ماكندالس متمردا، يذهب بعيدا ليستمتع بالحرية المطلقة التي لا هاتف، ولا انترنت ولا تواصل إلا مع الطبيعة.

“السعادة تكون حقيقة عندما نتشاركها مع الآخرين”

“Happiness is only real when shared” .

انسحب ماكندالس بالكامل من أسلوب حياة مريح مترف ليذهب في رحلة للإستكشاف لينتهي به المطاف بالطبيعة هناك بحافلة مهجورة بالألسكا. قصته تلخص باقتباس كان قد كتبه بمذكراته في اخر ايامه أعتقد انه كاف ليخبرنا بأن الهروب من المجتمع المحيط بك لن يمنحك السعادة ، فقد ترك لنا اقتباس  أعتقد انه كاف لنسامح كل من حملناه يوما السبب في تعاستنا أو حتى فشلنا فقد كتب “السعادة تكمن في المشاركة”.

رحلة ماكندالس كانت درس له وللأشخاص الذي مر بهم على طول الطريق، ألهمهم وأجبرهم على التفكير بشكل مختلف من غير قصد، هذا يؤكد لنا أن بإمكاننا دوما التأثير على محيطنا بغير قصد.

بالفلم أشار ماكندالس إلى عدد من المؤلفين ، الذين أثروا فيه بشدة مثل هنري ثورو  عالم الطبيعة والفيلسوف الذي أعتقد أن الناس يمكن أن يجدوا أنفسهم في روحانية الطبيعة، لكن ماكندالس أخذ هذه الأفكار إلى جهة مخالفة، وإستخدمها بطريقة مغايرة، لم يشجع ثورو نظرية الإنفصال عن  المجتمع، لكن ماكندالس هنا كان يرى أن الحياة بمجملها تتجلى في البرية والطبيعة وإن بإمكانه القيام بذلك منفردا. لكن للأسف أدرك أنه خاطيء متأخرا، حين كتب في مذكراته أنه أشتاق إلى الناس إلى التواصل مع البشر، كان ذلك بأيامه الأخيرة بالألسكا لينتهي به الأمر بالذبول والموت جوعا بالبرية.

المفارق في الأمر كما ذكرت سابقا أنه كان يلهم من مر بهم وحفزهم على الإستمرار في العيش واستكشاف الحياة ، كان يحاول اصلاح مشاكلهم وعلاقاتهم، وللأسف هو نفس الأمر الذي كان ماكندالس يهرب منه، كان يثبت للآخرين أن العلاقات والتواصل مهم لكنه يهرب منه بنفس الوقت .

ألخص الفلم بعدد من النقاط:

أهمية المسامحة: كان بإمكانه أن يغفر لوالديه، لكنه بدلا عن ذلك لم يفعل، وبآخر الفلم ترك لنا ماكندالس هذا الإقتباس “عندما نغفر نحن نحب” “when forgive we love” ، نحن دائما ما ننكر الخير الذي بأيدينا، بالحقيقية نحن سعداء حتى لو لم ندرك ذلك، كان اكثر سعادة عندما كان يتخيل ويحلم بالألسكا ، وهذا يشير إلى مبدأ أن الحياة رحلة، والرحلة نفسها تجعلنا سعداء إذا تمكنا فهمها.

العلاقات العائلية: تم التركيز بشكل كبير على قضايا ماكندالس مع والديه وتمت الإشارة أن بسبب المشاكل العائلية فقد الثقة في العلاقات الإجتماعية والتواصل ورفض المجتمع. بحقيقية الأمر يغفل الوالدين في بعض الأحيان أن مايمرون به من خلافات عائلية أو اغراق أبنائهم بالماديات والترف المبالغ قد يكون سبب الضياع الأبناء وتشتتهم من غير قصد.

العلاقة مع الله: الإنسان بدون الله لاشيء، عاش وحيدا ضعيفا منهكا بآخر أيامه، لأنه لم يدرك الهبات والفرص الذي منحها الله له.

رحلة البحث عن السعادة: تلخصت في إدراك ماكندالس بأيامه الأخيره  “السعادة تكون حقيقة عندما نتشاركها مع الآخرين” “Happiness is only real when shared”

بإختصار أستطيع القول أن تتمرد على ما أنت فيه من نِعم، وأن تتخلى عن الخوف، أن تكسر الحدود الذي وضعناها لأنفسنا أو رسمها المجتمع لنا، ليس بالشيء السيء. ولكن قبل إتخاد أي قرار مصيري، يجب عليك على الأقل أن تضع خطة لرحلتك وسلامتك، وأحيانا كثيرة يمكنك ترتيب الوضع الحالي بدلا من أن تذهب بمفردك إلى البرية

ماتقييمك لهذا المنشور !

المشاركة على مواقع التواصل الإجتماعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *