أهمية إعداد القوائم : لماذا أنا مهووسة بالقوائم

كانت قائدتي بالكشافة اول ماتفتتح الإجتماع  الأسبوعي تخبرنا بمحتويات الإجتماع على  هيئة نقاط واكتبهم سريعا بمذكرتي، وابدأ بشطب كل نقطة بمجرد الإنتهاء منها مباشرة، هكذا  اعتقد كانت بدايتي مع الهوس بالقوائم.

تمثل القوائم جزء كبير من حياتي اليومية، قوائم لكل شيء، ابتداء من قوائم المهام اليومية، لقوائم البقالة والغذائية  الذي احتاج شرائها، لقوائم الدراسة والكتب الذي أنوي قرائتها. هكذا أعيش مؤخرا استغرق في مايعادل نصف ساعة يوميا باخر الليل أرتب هذه المهام على هيئة نقاط بعضها بمذكرتي الشخصية وبعضها تتزين على أوراق ملونة معلقة على لوحة مقابلة لمكتبي، وهناك القوائم المؤجلة لأمنياتي المتواجدة ببداية كل أجندة سنوية. . وعلى هذا الحال، أجدد القوائم الكبير والمهمة بعد كل مرحلة معينة احيانا بعيد ميلادي، وبعضها كان بعد تخرجي من الجامعة

أخر قائمة مهمة شاملة لأربعين نقطة كتبتها بعيد ميلادي الثلاثين، حينها كنت بمطار حمد بالدوحة، عائدة من ماليزيا إلى ليبيا، في رحلة الترانزيت وأنا انتظر الطائرة الثانية للعودة إلى تونس كتبت قائمة أمنياتي سأسعى لتحقيقها قبل بلوغي الأربعين

فهكذا اعتدت السفر بين القوائم ومراجعة   ما حققت وما أنجزت بشكل يومي ودوري وبمراجعة سنوية أحيانا. على كل حال تعتبر المرحلة ما بين بداية اليوم ونهايته وما يتخللها من اضطراب يمر من خلالها بتشتت، تفشل ويضيع منك الوقت، تهرب قليلا بين بعض الملهيات الغير محسوبة ضمن جدول اليوم، تحاول الرجوع مسرعا لمراجعة مافاتك من مهام وتكدس عليك من شغل، في محاولة لضبط وتعديل سريع للعودة إلى إكمال المهام المتراكمة. أما المرحلة الأجمل هيا  عملية الشطب الذي أنهي بها يومي ، لأذهب إلى السرير سعيدة راضية مفعمة بالامتنان لكل المهام التي أنجزتها .

أتذكر في مقابلة عمل بوظيفة لوجيستك في وقت لم تكن لدي أي خبرة سوى اني جيدة في كتابة القوائم وتحديد الأولويات والعمل عليها، سألني المدير المباشر حينهاوهو يتصفح السيرة الذاتية بين يديه، مامفهومك عن مهام اللوجستيك بشكل عام ؟ أجبت بجملة مختصرة وأنا أتذكر مهامي وأنا أمسك قوائم البقالة والمشتريات للعائلة ” Provide everything in need on time ” 

إلى اليوم لا اعرف كيف ألهمت بهذه الجملة  للتوضيح شرحت هوسي بالقوائم وكيف أني أعتبر المسؤولة بعائلتي والمهام بالكشافة ارتب وانظم  المهام والأولويات واوزعها بين الجميع ليكن الكل مشارك، الحديث كان جدا مبهر للجنة المقابلة ومن عملي لوجيستيك وجدت نفسي اتدرج السلم الوظيفي موظف بمشاريع التنمية إلى قائد فريق، ومن ثم مدير مشروع لمديرة عمليات بوظيفتي الحالية، هوسي بالقوائم كانت منقذي و لدرجة كبيرة سبب نجاحي وتميزي

في دراسة من جامعة فلوريدا ^{لدكتور ماسيكامبو} يتحدث فيها عن أن الالتزام بخطة محددة لهدف ما قد لا يسهل فقظ تحقيق الهدف، ولكن بالتأكيد يساعد على الإلهام لتحديد الأدوات اللازمة لمهام أخرى، وبمجرد تحقيق المهام بنهاية اليوم ، يزداد الدافع مباشرة لمهام اخرى ،  وهذا مايحدث  بنهاية كل يوم عند شطبي على المهام المنجزة وتجهيز قوائم اليوم الذي يليه، هذه العملية ليست محفزة فقط ولكنها تقلل من التذبذب المستمر في عقلي ويزيل القلق من نسيان شيء ما، وهذا يساعدني على التركيز أكثر بالتقليل من التوتر .

مؤخرا ازداد تمسكى بالقوائم وأصبحت تترتب بوقت مخصوص لها بنهاية اليوم، أو مهام اسبوعية كمهام البقالة والغذائية ومهام سنوية كقوائم الأمنيات ومخططاتي السنوية ،وحتى قوائم المشتريات والكتب والدراسة. أصبحت أميل الى كتابة كل شيء تقريبا، ولا اعترف بأي من البرمجيات الإلكترونية فرفيقي في هذا كله الورقة والقلم،  البعض يعيرني بأن هذه الطريق تحد من نشاط ذاكرتي، حيث بت ارسم خططي اليومية بشكل اساسي على شكل قوائم احملها بمذكرة صغيرة  معي. أما أنا فأراها توثيق أكثر دقة وأسهل في البحث من الإعتماد على ذاكرتي،  هذا النظام جدا فعال في تطوير الانضباط لدى، ومساعدتي أيضا  في تعزيز مهارات البحث، فالتنظيم القوي ساعدني أن أتمكن من العثور على  المعلومات ذات الصلة في قوائمي العديدة، يمكنني الوصول بسرعة إلى البيانات المهمة من جميع جوانب حياتي في غضون ثواني.